ينعى المنبر التقدمي في البحرين المناضل الرفيق إبراهيم جمعة ديتو، أحد أبناء الرعيل الأول من المناضلين التقدميين، فهو من مؤسسي جبهة التحرير الوطني قي 15 فبراير 1955، وممن ساهموا في وضع لبنات الأفكار التقدمية في البحرين، وفي الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، وفي إرساء تقاليد النضال الطبقي، والكفاح ضد المستعمر البريطاني وعملائه، ودفع ضريبة خياره الوطني والتقدمي وانحيازه لقضية شعبه ووطنه، بالسجن والمنفى الطويل.
ولد الرفيق الراحل في منطقة القضيبية بالمنامة عام 1936، حيث قضى طفولته وصباه في أحياء القضيبيبة نفسها والحورة وفريق الفاضل، وبعد تخرجه من مدرسة الصناعة الثانوية التحق بشركة نفط البحرين “بابكو”، التي ابتعثته في العام 1958لبريطانيا في دورة تدريبية ضمن أولى مجموعات من ابتعثتهم الشركة للتدريب، ومكث هناك عاماً ونصف، عاد بعدها لمواصلة عمله في الشركة، وعرف عنه شغفه بالثقافة والفن، واحترف الرسم الهندسي.
بسبب نشاطه الوطني والنضالي اعتقل الرفيق الراحل عدة مرات في الستينات، حيث دخل المعتقل في أعوام 1961، 1965، 1966، وبعد اعتقاله في عام 1968، ضمن حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت كوادر ومناضلي جبهة التحرير الوطني، قدّم إلى محاكمة صوريّة، بعد شهور من اعتقاله، حكمت بنفيه إلى الخارج، حيث استقرّ في الكويت مع عائلته عقوداً، وفيها التحق، بدايةً، بشركة النفط الإسبانيّة العاملة في الكويت، ثم عيّن في قسم الجيولوجيا بجامعة الكويت كرسّام هندسي، وفي السبعينات رفضت سفارة البحرين في الكويت تجديد جواز سفره، طالبة منه العودة إلى البحرين لتجديده، وبعد عودته سحب جوازه، ومنع من السفر لأكثر من عام ونصف العام، ما أدى إلى خسارته وظيفته في جامعة الكويت، ولما عاد ثانية إلى الكويت عمل في شركة النفط الكويتية، قبل أن يغادر الكويت إلى البحرين للاستقرار فيها بصورة نهائية في العام 2006.
ظلّ الرفيق ابراهيم جمعة ديتو متمسكاً بأفكاره التقدميّة، ثابتاً على مواقفه الوطنيّة حتى آخر حياته، لروحه السلام ولذكراه العطرة الخلود ولرفيقة دربه أم محمد ولابنيه محمد وفهد ولبناته منى وهدى وندى ولكل رفاقه ومحبيه صادق العزاء.
المنبر التقدمي – البحرين
17 سبتمبر 2022